اليهودية والمسيحية والإسلام: أصول أسمائها ورسالاتها

إباحة المثلية الجنسية وصدق نبوّة النبي محمد

المثلية الجنسية

إباحة المثلية الجنسية تصدق نبوّة النبي محمد

أثار قرار المحكمة العليا الأمريكية بإباحة زواج المثليين ضجة شديدة في جميع أنحاء العالم لاسيما في الأوساط الدينية وتحديدًا الإسلامية منها. فقد قوبل هذا القرار برفض شديد من جانب علماء المسلمين وقالوا فيه ما قالوا مما يبعث في النفس مشاعر الخوف والخشية من مستقبل عالمنا الذي يتحلل شيئًا فشيئًا من كل الضوابط والقيود الدينية والأخلاقية بل والانسانية. وأصبح الكثيرون ينظرون بعين التشاؤم إلى هذا التحلل ويرون فيه شرا عظيمًا يحدق بالبشرية جمعاء، ويتخوفون من أن ينحدر الإنسان إلى مستوى غير أخلاقي لا يليق بكرامته الإنسانية التي خصه الله بها دون سائر مخلوقاته. فلا يستبعدون أن يستيقظوا يومًا على عالم بلا إنسانية يصير الإنسان فيه أرخص الكائنات بل والأشياء بحيث يصبح الحيوان بل والجماد أعز منه على خلاف ما أراده الله تعالى له من التكريم والتشريف.

ولكن ليكن لنا نظرة أكثر تفاؤلًا على نحو ما أمر به الإسلام ولنترك التشاؤم فقد أطنب المتشائمون وأفاضوا ولنستبشر متى كان هناك مجال للاستبشار والتفاؤل. وإننا لا نجد في هذا الشأن ما يدعو إلى الأمل والبشرى، إلا أنه يصدق نبوّة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فإباحة المثلية الجنسية أمر تنبأ به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وحذر منه قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان في عصر لم تكن هذه الظاهرة قد تفشت فيه على النحو الذي تفشت عليه هذه الأيام.

وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على صدق نبوّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد وردت عنه أحاديث كثيرة نهى فيها عن المثلية الجنسية وحذر منها وتنبأ بتفشيها وإباحتها في آخر الزمان إلى جانب أشكال أخرى من الفاحشة التي عدّت من علامات الساعة الصغرى.

وسوف نستعرض سويًا نماذج من الأحاديث التي تناولت إباحة المثلية الجنسية في آخر الزمان وعدّها من علامات الساعة الصغرى.

تنبأ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بإباحة المثلية الجنسية في آخر الزمان وبين أن الرجال سيكتفون ويستغنون بالرجال وأن النساء ستكتفين وستستغنين بالنساء. فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء..” (رواه الطبراني والبيهقي).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يقبض الله العلماء ويقبض العلم معهم فينشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض نزو العير على العير ويكون الشيخ فيهم مستضعفاً..” (رواه الطبراني).

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ألا أخبركم بأشراط الساعة وذلك في حجة الوداع فقام إليه سلمان الحديث وفيه من أشراط الساعة أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر إلى آخر الحديث.. (رواه ابن مردويه).

وعن أُبيّ رضي الله عنه؛ قال: قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة عند اقتراب الساعة؛ فمنها نكاح الرجل امرأته وأمته في دبرها، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، ومنها نكاح الرجل بالرجل، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، ومنها نكاح المرأة المرأة، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على ذلك، حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحًا. قيل لأبي: وما التوبة النصوح؟ قال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: “هو الندم على الذنب حين يفرط منك، فتستغفر الله بندامتك، ثم لا تعود إليه أبدًا” (رواه الدارقطني في “الأفراد”، والبيهقي، وابن النجار).

ولقد حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء وبين أن فيه دمار الأمة. فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إذا عملت أمتي خمساً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن وشربوا الخمر ولبسوا الحرير واتخذوا القينات واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء” (رواه البيهقي وأبو نعيم والطبراني).

وقال البيهقي في كتاب “البعث والنشور”: عن الحسن، قال: قال عتي: خرجت في طلب العلم، فقدمت الكوفة فإذا أنا بعبد الله بن مسعود، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، هل للساعة من علم تعرف به؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: “إن من أشراط الساعة أن يكون الولد غيظًا، والمطر قيظا، وتفيض الأشرار فيضا، وتغيض الأخيار غيضا ويصدق الكاذب، ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، ويسود كل قبيلة منافقوها، وكل سوق فجارها، وتزخرف المحاريب، وتخرب القلوب، ويكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ويخرب عمران الدنيا، ويعمر خرابها، وتظهر الفتنة وأكل الربا، وتظهر المعازف والكبور وشرب الخمر، وتكثر الشرط والغمازون والهمازون “ثم قال البيهقي: هذا إسناد فيه ضعف، إلا أن أكثر ألفاظه قد رويت بأسانيد أخر متفرقة .

ولقد حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه الديلمي المستحلين لعمل قوم لوط بعذاب من السماء بين يدي الساعة. فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى ترضخ رؤوس أقوام بكوكب من السماء باستحلالهم عمل قوم لوط..” (رواه الديلمي).

كما توعدهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بريح فيها عذاب أليم. فلقد روى الديلمي عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال فبشرهم بريح حمراء تخرج من قبل المشرق فيمسخ بعضهم ويخسف ببعض، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‏”.‏ (رواه الديلمي).

ولقد تنبأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن المثلية الجنسية من أسباب وقوع الخسف والمسخ في آخر الزمان. فعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف، والقذف، والمسخ”. قالوا: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: “إذا رأيت النساء ركبن السروج، وكثرت القينات، وفشت شهادة الزور، واستغنى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء ” (المستدرك والمعجم الأوسط ومجمع الزوائد).

_________

المراجع:

1- المعجم الأوسط للطبراني

2- البعث والنشور للبيهقي

3- الأفراد للدارقطني

4- المستدرك للحاكم

مواضيع ذات صلة