اليهودية والمسيحية والإسلام: أصول أسمائها ورسالاتها

الله هو العلي الأعلى

العلي

هل السيد المسيح هو “العلي” أم “ابن العلي” أم “نبي العلي”؟

من أسماء الله وصفاته “العلي” و”الأعلى”، فيوصف الإله بأنه “العلي الأعلى”، فهو أعلى من جميع خلقه، ولا يعلو عليه أحد.

العلي الأعلى في الإسلام

كثيرا ما يوصف الإله في القرآن الكريم بأنه “العلي”. فنحن نقرأ:

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة 255:2)

كما نقرأ:

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (الحج 62:22)

كما نقرأ أيضا:

كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (الشورى 42 :3-4)

كما يوصف الله بأنه “الأعلى”. فنحن نقرأ:

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (الأعلى 1:87)

كما نقرأ أيضا:

فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى. لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى. الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى. وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى. وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى. إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (الليل 92 :14-20)

العلي الأعلى في المسيحية

كثيرا ما يوصف الإله الخالق في الكتاب المقدس بأنه “العلي”. فنحن نقرأ في العهد الجديد على سبيل المثال: “وَلكِنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتًا. لكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي، كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ: السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي، وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي؟ يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟” (أعمال الرسل 7 :47-50)

هل السيد المسيح هو “العلي” أم “ابن العلي”؟

على الرغم مما سبق، نجد السيد المسيح موصوفا في الكتاب المقدس بأنه “ابن العلي”. فنحن نقرأ أيضا: “وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ” (لوقا 1 :31-32)

إن وصف السيد المسيح بأنه “ابن العلي” وصف مجازي في حقه عليه السلام، ويمنع من جريانه على حقيقته إطلاق هذا الوصف على غير السيد المسيح، حيث ينقل الكتاب المقدس عن السيد المسيح قوله: “بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئًا، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيمًا وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ”. (لوقا 35:6)

يؤكد العدد السابق جواز إطلاق وصف “ابن العلي” على السيد المسيح وعلى غيره مما يؤكد أن بنوته لله عز وجل بنوة مجازية غير حقيقية.

كما نلاحظ في الآيات المتقدمة من العهد الجديد (لوقا 1 :31-32) أن السيد المسيح متصف بأنه ابن للعلي وفي نفس الوقت ابن لداود عليه السلام، مما يعني أنه ليس ابنا حقيقيا لله عز وجل ولا لداود. وإذا كان السيد المسيح ابا للعلي وابنا لداود، فهو ليس بإله. فالإله هو العلي، والمسيح ليس العلي ولكن نبيه.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة