تكريم المرأة بين الإسلام والمسيحية

الله هو العزيز (المعز & المذل)

العزيز

مما لا شك فيه أن الذليل لا يكون إلها، وإن الإله الحق عزيز يعز من يشاء ويذل من يشاء ولا يعزه غيره ولا يذله غيره.

من أسماء الله وصفاته “العزيز”، فإن الإله الخالق لهذا الكون لابد أن يكون عزيزا، فلا يعقل أن يكون ذليلا، لأن الذليل لا يمكن أن يكون إلها لهذا الكون العظيم. فالله تعالى عزيز يعز من يشاء ويذل من يشاء، ولا يعزه أحد ولا يذله أحد.

العزيز (المعز & المذل) في الإسلام

كثيرا ما يوصف الإله الخالق في القرآن الكريم بأنه “العزيز”. فنحن نقرأ:

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 18:3)

كما نقرأ أيضا:

إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 62:3)

ويؤكد القرآن الكريم أن الله تعالى هو المعز والمذل. فنحن نقرأ:

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 26:3)

ويذكر القرآن الكريم أن العزة لله عز وجل وحده لا شريك له. فنحن نقرأ:

الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (النساء 139:4)

كما نقرأ أيضا:

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (فاطر 10:35)

العزيز (المعز & المذل) في المسيحية

على الرغم من اتخاذ السيد المسيح إلها في المسيحية، نجد أن الكتاب المقدس يحكي لنا مدى الذل الذي تعرض له السيد المسيح في آخر حياته. فعلى سبيل المثال، يخبرنا العهد الجديد أن السيد المسيح تألم كثيرا وتنبأ بتألمه هذا على يد الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة. فنحن نقرأ: “مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ”. (متى 21:16)

كما يروي لنا العهد الجديد أن السيد المسيح قد استهزئ به وجلد وصلب وحكم عليه بالموت وأنه قد تنبأ بذلك. فنحن نقرأ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». (متى 20 :18-19)

وعن مشهد الصلب، يسرد لنا العهد الجديد ألوان المهانة والإذلال التي تعرض لها السيد المسيح. فعلى سبيل المثال، يحكي لنا العهد الجديد أن السيد المسيح قد بُصق في وجهه ولُكم ولُطم واستُهزئ به. فنحن نقرأ: حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟». (متى 26 :67-68)

كما يحكي لنا العهد الجديد أن العسكر قد عروا السيد المسيح وألبسوه رداء قرمزيا وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه، وكانوا يستهزئون به ويبصقون عليه ويضربونه على رأسه. فنحن نقرأ: فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ، فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» وَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ. (متى 27:27-31)

ومما لا شك فيه أن الذليل لا يكون إلها، وإن الإله الحق عزيز يعز من يشاء ويذل من يشاء ولا يعزه غيره ولا يذله غيره.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة