تكريم المرأة بين الإسلام والمسيحية

من هو يسوع (عيسى) على لسان يسوع؟

عيسى

يسوع ليس الحياة على سبيل الحقيقة وإنما على سبيل المجاز

كثيرًا ما نجد العهد الجديد يصف يسوع بأنه هو الحياة أو الواهب للحياة. فنحن نقرأ في العهد الجديد: “قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ’” (يوحنا 25:11)، ونقرأ أيضا: “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ‘أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ’” (يوحنا 6:14)، كما نقرأ أيضا: “لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ” (يوحنا 33:6).

ولكن هل هذا الوصف على حقيقته أم على سبيل المجاز؟ للأسف، التبس الأمر على المسيحيين فظنوا أنه طالما أن يسوع هو الحياة فهو الواهب لها على سبيل الحقيقة وبذلك، قد وقعوا في المحظور.

لقد شرح يسوع نفسه هذا الوصف في أكثر من موضع. وبين أنه وصف مجازي له وأن الله تعالى هو الواهب الحقيقي للحياة، وأن الحياة الأبدية في معرفة الله والإيمان به إلها حقيقيا واحدا والإيمان بيسوع رسولا من عند الله. فنقرأ في العهد الجديد: “تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: ‘أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا، إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ’” (يوحنا 17: 1-5).

ونقرأ أيضا: “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:’ الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ، لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ’. فَقَالُوا لَهُ:’ يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الْخُبْزَ’. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:’ أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا’” (يوحنا 6 :32-35).

كما نقرأ أيضا: “وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ” (رسالة يوحنا الأولى 5: 11-13).

وبين يسوع أن الحياة إنما تكون بحفظ الوصايا التي جاء بها جميع الأنبياء والمرسلين السابقين ولاسيما موسى الذي جاء يسوع مصدقا لما جاء به من التوراة. فنقرأ في العهد الجديد: “وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: ‘أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟’ فَقَالَ لَهُ:’ لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا’. قَالَ لَهُ:’ أَيَّةَ الْوَصَايَا؟’ فَقَالَ يَسُوعُ:’ لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ”’ (متى 19: 16-19).

وفي الواقع، يوضح العهد الجديد هذا الوصف في مواطن كثيرة. فنجد العهد الجديد يشير إلى أن حياة يسوع كانت نورا للناس بمعنى الهداية والهدى. فنحن نقرأ: “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ” (يوحنا 1:1-5).

كما ذكر يسوع أن الحياة إنما تكون في سماع كلامه والإيمان بالله تعالى الذي أرسله والإيمان به رسولا من عند الله. فنحن نقرأ: “اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ”. (يوحنا 5: 24-25)

ونقرأ أيضا: “قَالَ لَهَا يَسُوعُ:’ أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟”’ (يوحنا 11: 25).

كما نقرأ أيضا: “لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ” (يوحنا 40:6)

ونقرأ كذلك: “اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ” (يوحنا 47:6).

كما يبين العهد الجديد أن الحياة إنما تكون في الإيمان بيسوع عليه السلام. فنحن نقرأ: “الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ”. (يوحنا 36:3).

كما أوضح يسوع أن الكلام الذي كان يتكلم به من عند الله تعالى فيه الحياة. فقال: “اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يوحنا 63:6).

وأخيرا، لا يخفى على أحد أن الحياة في الاستجابة والامتثال لله ورسله بما فيهم موسى وعيسى (يسوع) ومحمد. وذلك ثابت بنص القرآن الكريم أيضا. يقول الله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” (الأنفال 24:8).

_________

المراجع:

1-القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

3- موقع الأنبا تكلا

 

اقرأ أيضا

هل يسوع نور العالم؟

هل يسوع الألف والياء والبداية والنهاية والأول والآخر؟

هل يسوع هو الطريق والحق؟

هل يسوع هو المخلص؟

هل يسوع كلمة الله؟

هل يسوع نبي الله أو رسول الله؟

هل يسوع في الله والله في يسوع؟

هل يسوع والله واحد؟

هل يسوع ابن الله؟

هل يسوع عبد الله؟

مواضيع ذات صلة