من الأوصاف التي ينسبها المسيحيون ليسوع (عيسى) عليه السلام أنه “الألف والياء” و”البداية والنهاية” و”الأول والآخر”. فنحن نقرأ في العهد الجديد: “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ” (رؤيا يوحنا 8:1)، كما نقرأ: “كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ قَائِلاً: ‘أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ’”. (رؤيا يوحنا 1 :10-11)، كما نقرأ أيضا: “ثُمَّ قَالَ لِي: ‘قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا’”. (رؤيا يوحنا 6:21)، كما نجد أيضا: “أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ”. (رؤيا يوحنا 13:22)
ولكن هل وصف يسوع نفسه بذلك حقا؟ وإن وصف نفسه بذلك، فهل هذا الوصف حقيقي أم مجازي؟ وما المقصود به؟ لنستعرض كل وصف من الأوصاف المذكورة ونكتشف هل جرت على لسان يسوع فعلا أم لا.
بالنسبة لوصف “الألف والياء”، ففي الحقيقة، هذا وصف لله تعالى وليس وصفا ليسوع. ولقد التبس الأمر على المسيحيين ولا أعلم ما السر في هذا الالتباس رغم وضوح القرينة. فهذا الوصف قد ورد وتكرر في رؤيا يوحنا اللاهوتي وظن المسيحيون أنه وصف ليسوع وإنما هو وصف لله تعالى ولا أدل على ذلك من قرينة السياق. فلنضع بعض الآيات الواردة في هذا الصدد في سياقها ونحدد على من تسري وتصدق.
“’أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ’ يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ” (رؤيا يوحنا 8:1)
“وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ:’هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!’. وَقَالَ لِيَ: ‘اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ’. ثُمَّ قَالَ لِي:’ قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا. مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا”. (رؤيا يوحنا 21 :5-7)
إن الموصوف بأنه ـ”الأَلِفُ وَالْيَاءُ” موصوف أيضا بأنه “الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ” و”الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ” و”وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا”. وهذه الأوصاف لا تسري إلا على الله تعالى فقط بنص رؤيا بوحنا اللاهوتي نفسها.
فنقرأ في هذه الرؤيا: “وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا، وَمِنْ دَاخِل مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا، وَلاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلاً قَائِلَةً: ‘قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي’. وَحِينَمَا تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، يَخِرُّ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا قُدَّامَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُمْ أَمَامَ الْعَرْشِ قَائِلِينَ:’ أَنْتَ مُسْتَحِق أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ’”. (رؤيا يوحنا 4 :8-11)
وفي موضع آخر، نقرأ: “ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً: ‘قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ’. وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا ِلله قَائِلِينَ:’ نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ”’. (رؤيا يوحنا 11 :15-17)
كما نقرأ أيضا: “وَسَمِعْتُ مَلاَكَ الْمِيَاهِ يَقُولُ: ‘عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَكُونُ، لأَنَّكَ حَكَمْتَ هكَذَا. لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ، فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا. لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ!’ وَسَمِعْتُ آخَرَ مِنَ الْمَذْبَحِ قَائِلاً:’ نَعَمْ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! حَق وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ’”. (رؤيا يوحنا 16 :5-7)
من هذه الآيات يتبين لنا أن الموصوف بأنه “الأَلِفُ وَالْيَاءُ” هو الله لأن “الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ” و”الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ” و”وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا” أوصاف لا تسري إلا على الله بدلالة الآيات السابقة.
أما يسوع، فليس المقصود بالوصف لأنه ليس قادرا على كل شيء. فنحن لا نجد أحدا موصوفا بأنه “قادر على كل شيء” في العهد الجديد إلا الله سبحانه وتعالى. ولقد قال يسوع عن نفسه: “فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: ‘الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ’”. (يوحنا 19:5)
كما أننا لا نجد أحدا موصوفا بأنه “جالس على العرش” في العهد الجديد إلا الله سبحانه وتعالى. أما يسوع، فهو موصوف بأنه جالس في يمين العرش. فنحن نقرأ: “وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ: أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هذَا ،قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ” (العبرانيين 1:8) كما نقرأ أيضا: “نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ”. (العبرانيين 2:12)
وفضلا عن ذلك، لم يقل يسوع في أي موضع من العهد الجديد أنه يكون إلها لأحد. ولم يقل أحد ذلك في العهد الجديد سوى الله سبحانه وتعالى. فنحن نقرأ: “وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: ‘إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ’”. (2 كورنثوس 6 :16-18)
وكثيرا ما يذكر يسوع نفسه في العهد الجديد أن له إله. فكيف يكون يسوع إله إذا كان هو نفسه له إله؟ فنحن نقرأ: “قَالَ لَهُ يَسُوعُ:’ مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ”’. (متى 7:4)، كما نقرأ: “حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:’ اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ”’. (متى 10:4)، كما نقرأ أيضا: “وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: ‘إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟’ أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟” (متى 46:27)
وبالنسبة لوصف “البداية والنهاية”، فلا يصح إلا أن يكون وصفا لله تعالى وحده لأن يسوع ليس موصوفا في العهد الجديد بأنه “البداية والنهاية” على الإطلاق وإنما وصف بأنه بداءة الخليقة أي أنه أول مخلوق. فنحن نقرأ: “شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا. الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ“. (كولوسي 1 :12-15)، كما نقرأ أيضا: “وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ:’ هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ’” (رؤيا يوحنا 14:3)
وحتى هذا الوصف لا يصح ويعتبر من أهم المفاهيم الخاطئة لدى المسيحيين ولعل السبب في ذلك أن يسوع هو كلمة الله وأن العالم بدأ بكلمة من الله وهي “كن” وسينتهي بكلمة من الله أيضا. فنحن نقرأ: “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ”. (يوحنا 1:1-5)
ولكن يسوع ليس هو كل كلام الله الذي يبدأ وينهي به الأشياء وإنما هو كلمة ألقاها إلى مريم في وقت من الأوقات ولذلك أطلق عليه “كلمة الله” أي المبدوء خليقته بكلمة من الله بدون سبب آخر سواء كان طينا كآدم أو ضلع كحواء أو مني كسائر البشر.
وبالنسبة لوصف “الأول والآخر”، فهو أيضا لا يصح إلا أن يكون وصفا لله تعالى. وذلك ثابت بنص الكتاب المقدس ومتكرر في سفر إشعياء. فنحن نقرأ: “اُنْصُتِي إِلَيَّ أَيَّتُهَا الْجَزَائِرُ وَلْتُجَدِّدِ الْقَبَائِلُ قُوَّةً. لِيَقْتَرِبُوا ثُمَّ يَتَكَلَّمُوا. لِنَتَقَدَّمْ مَعًا إِلَى الْمُحَاكَمَةِ. مَنْ أَنْهَضَ مِنَ الْمَشْرِقِ الَّذِي يُلاَقِيهِ النَّصْرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ؟ دَفَعَ أَمَامَهُ أُمَمًا وَعَلَى مُلُوكٍ سَلَّطَهُ. جَعَلَهُمْ كَالتُّرَابِ بِسَيْفِهِ، وَكَالْقَشِّ الْمُنْذَرِي بِقَوْسِهِ. طَرَدَهُمْ. مَرَّ سَالِمًا فِي طَرِيق لَمْ يَسْلُكْهُ بِرِجْلَيْهِ. مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِيًا الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ، وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ“. (إشعياء 41 :1-4)
كما نقرأ: “هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ، رَبُّ الْجُنُودِ: ‘أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي’” (إشعياء 6:44)
ونقرأ أيضا: “اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ، وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعًا”. (إشعياء 48 :12-13)
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف يكون يسوع بداءة الخليقة ولم تكن أمه قد خلقت بعد؟ فهل يسوع وجد قبل مريم؟ وإذا كان قد وجد قبل مريم، فلماذا خلقت مريم ولماذا ولدته؟
ومن العجيب أن سفر التكوين لا يذكر أي شيء عن يسوع. وإنما ذكر أن آدم هو بداءة الخليقة البشرية وبعده حواء. فأين كان يسوع إذا؟
فنحن نقرأ في العهد القديم: “هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً”. (تكوين 2 :4-7)
كما نقرأ في العهد الجديد: “وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ” (تيموثاوس 2 :12-13)
وعليه، أين كان يسوع عندما خلق آدم والعهد القديم يقول أنه لم يكن هناك إنسان قبل آدم؟
_________
المراجع:
1- الكتاب المقدس
2- موقع الأنبا تكلا
اقرأ أيضا
هل يسوع هو الحياة أو الواهب للحياة؟
هل يسوع نبي الله أو رسول الله؟