الفرق بين القرآن وأهم كتب الديانات الحالية

مفهوم الزكاة بين المسيحية والإسلام

الألفاظ المرادفة للزكاة فى الكتاب المقدس

أتت الزكاة فى الكتاب المقدس بمعنى الصدقة والصدقات

“طوبى للذي ينظر إلى المسكين” (مزمور41: 1)،

“إن جاع عدوك فأطعمه خبزًا، وإن عطش فاسقه ماءً” (الأمثال 25: 21).

ومن ذلك:

“احترزوا من أن تصنعوا صَدَقَتكم قُدّام الناس؛ لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات. فمتى صنعت صدقة فلا تُصوِّت قُدَّامك بالبوق، كما يفعل المراءون في المجامع وفي الأزقّة؛ لكي يُمَجَّدوا من الناس” (متى 6: 1-2).

وأيضًا:

“وأما أنت فمتى صنعت صدقةً فلا تعرّف شمالك ما تفعل يمينك. لكي تكون صدقتك في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يُجازيك علانية” (متى 6: 3-4)

“وأما أنت فمتى صنعت صدقةً فلا تعرّف شمالك ما تفعل يمينك. لكي تكون صدقتك في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يُجازيك علانية” (متى 6: 3-4). وكذلك: “بيعوا ما لكم واعطوا صدقة…” (لوقا 12: 33).

وجاءت لفظة الزكاة صريحة فى الكتاب المقدس:

“وَالْبَقَرُ سِتَّةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا، وَ‍زَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ” .(العدد 31:‏38)

“وَالْحَمِيرُ ثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَ‍زَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِدًا وَسِتِّينَ”.(العدد 31:‏39)

“وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَ‍زَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ نَفْسًا”. (العدد 31:‏40)

“وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الْحَرْبِ الْخَارِجِينَ إِلَى الْقِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْسًا مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ”. (العدد 31:‏28)

“وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ”، (العدد 31:‏37)

“فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ كَمَا أَمَرَالرَّبُّ مُوسَى”. العدد (31:‏41 ).

وردت مفردة زكاة فى العهد القديم في سفر العدد من التوراة وهو السفر الرابع من خمسة أسفار

“وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الْحَرْبِ الْخَارِجِينَ إِلَى الْقِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْسًا مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ”. (العدد 31:‏28)

“وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ”، (العدد 31:‏37)

“فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ كَمَا أَمَرَالرَّبُّ مُوسَى”.(العدد 31:‏41)

بناء على ما سبق يتضح أن الزكاة في اليهودية والإسلام والمسيحية هي فريضة منصوص عليها في الديانات الثلاث.

وقد استمر استخدام لفظ الصدقة فى العهد الجديد لكن العجيب أن هذه اللفظة قد استبدلت فى كثير من نصوص الكتاب المقدس -بلفظتى:  “بكور [ يوجد ما يسمى “البكور” [وهى بكر الحيوان أو أول أرباح، أو أول إنتاج، أو أول حصاد] و”عشور”. وتحول مفهوم الزكاة فى كثير من نصوص الكتاب المقدس ليصير إلى “العشور”  بأنواعها المحمود منها والمذموم:

فيذكر الكتاب المقدس إبراهيم الذي أعطي العشور للكاهن ملكي صادق كما ذكر سفر التكوين التوراتي:

“وَمَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا. وَكَانَ كَاهِنًا ِللهِ الْعَلِيِّ.‏ 19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: “مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ،‏20وَمُبَارَكٌ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ أَعْدَاءَكَ فِي يَدِكَ”. فَأَعْطَاهُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ”.‏ (التكوين 14)

“تعشيرا تعشر كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة … عشر حنطتك و خمرك و زيتك و ابكار بقرك و غنمك لكي تتعلم ان تتقي الرب الهك كل الايام (تث 14 : 22-23).

فصار العشور من شريعة اليهود وفسر احيانا بإعطاء العشر مما يملك الفرد من دخله وحقله الى المعبد (اللاويين 30:27 و عدد 26:18 وتثنيه 24:14 و أخبار الأيام الثانى 5:31).

موقف المسيحيين المعاصر فى العمل بمفهوم الزكاة

وبما انه من المعلوم أن المسيحيين قد أمروا بمنطوق كلام يسوع أن يتبعوا العهد القديم فى شريعتهم:

“لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بل لأكمل” (متى 5:‏ 17)، فقد جاءت نصوص كثيرة تحث على الزكاة فى لفظة الصدقة والتعشير:

“إن لم يزد بركم على الكتبة و الفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات”. (متى 5 : 20).

“أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ.‏ 12أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ”.‏ (لوقا 18)

“بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً”. (لوقا 11-41)

“يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي” (مرقس 10-21).

“8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ:”هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ”.‏ 9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:”الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ”‏ (لوقا 19)

التوجيه الكنسى لمفهوم الزكاة 

لكن العجيب أن بعض التفسيرات الكنسية المسيحية تزعم أن الكنيسة هى التى تأخذ هذه العشور ولما وقعت الكنيسة فى الحرج زعمت أن العهد الجديد يحث الفرد على إخراج ما تيسر له دون إرغام فى ذلك. يقول أحدهم: ” أن العهد الجديد لم يحدد نسبة معينة من ادخل يتم تخصيصها ولكنه فقط يقول “ما تيسر” (كورونثوس الأولي 2:16). وأن الكنيسة المسيحيه أخذت نسبة 10% عن العهد القديم وطبقتها “كأقل نسبة مطلوبة” من المسيحي فى العطاء. ولكن لا يجب على المسيحيين أن يشعروا دائما بأنهم مجبرين على تقدمة عشورهم . يجب أن يعطوا عندما تكون لهم المقدرة “ما تيسر” أن هذا يعنى فى بعض الأحيان تقدمة أكثر من 10% وفى أحيان أخرى أقل من 10%. أن هذا يعتمد على مقدرة المسيحى وأحتياج الكنيسة. أن على كل مسيحى أن يصلى ويطلب حكمة الله فى تقدمة العشور و كم يجب أن يعطى (يعقوب 5:1) . فالكتاب المقدس يقول “كل واحد كما ينوى بقلبه ليس عن حزن أو أضطرارلأن المعطى المسرور يحبه الله“. (كورونثوس الثانية 7:9).”

والسؤال لم ضربت هذه الضريبة على رؤوس المسيحيين تدفع للكنيسة مستشهدة بنصوص إنما هى تفسيرية لذلك وليست نصوصا قاطعة فى ذلك منها :

“هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ.” (ملاخى 3: 10)، وقد جاءت النصوص فى العهد القديم بدفعها للأرامل والمساكين “”إذا حَصَدتَ حصيدك في حقلك ونسيت حُزْمَةً من الحقل فلا ترجع لتأخذها. للغريب واليتيم والأرملة تكون لكي يباركك الربّ إلهك في كلّ عمل يديك” (التثنية 24: 19)”؟!

لقد بالغت الكنيسة فى ذلك حتى فوضت السلطات فى البلاد المسيحية قديما بأخذها؟ ولم تصر الكنيسة على أخذ تلك  العشور داخل الكنيسة وتصر على وجودها جنبا إلى جنب مع الصدقة للمحتاجين خارج الكنيسة؟! لذا يتضح التدخل البشرى الطفيف فى هذه الشعيرة والتسلط الكهنوتى فيها!

مفهوم الزكاة فى الإسلام

 أما الزكاة في الإسلام فهى وسيلة تربوية تأهيلية للنفس على الأخلاق الفاضلة انطلاقا من بيان الهدف الرئيس من ورائها وهو تطهير النفس من أدران الشح والبخل وتطهير لنفس الفقير من الشعور بالضغينة للمجتمع.، ففى القرآن:

“خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ  وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.

وقد ألفت القرآن إلى وجودها في الأمم السابقة:  

“وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا  وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ  فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ” (5/12)

وعن عيسى:

“وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا”  (19/29)

وعن الأنبياء جميعا:

“وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ “. (21/37)

ويتقيد لآخذ لها بكونه محتاجا وقد حددت الشريعة الإسلامية ثمانية أصناف من الناس يستحقون الزكاة.

“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.(9/60).

فالمفهوم الإسلامى للزكاة يتسم بالانضباط والوضوح وليس فضفاضا كما يظهر في الجانب المسيحى حيث توسع الكهنة في انواع العشور والاستيلاء على اموال البسطاء باسم الدين والصدقة. ويتسم المفهوم الإسلامى للزكاة بالشمولية والعملية او الديناميكية فنراها تعالج كل شؤون المجتمع وتحقق التكافل الاجتماعى الحقيقى الواقعى. فمن أنواعها زكاة المال وزكاة الخارج من الأرض وزكاة عروض التجارة وزكاة بهيمة الأنعام.

 أما عن جبايتها فالإسلام يأمر إمام المسلمين وليس رجال الدين بتحصيلها ليدفعها إلى مستحقيها، ويأخذ العامل عليها قدرعمله منها لأن الأمة قد وكلته فى ذلك فليس الإمام يأخذ منها شيئا لنفسه ولا رجال الدين لهم سلطة فى ذلك وإنما هى حق للفقراء والمساكين.

والإسلام قد جاء بما جاء به الكتاب المقدس وزاد على ذلك: فكما أمر عيسى اتباعه بعدم الرياء فى الصدقة(متى 6: 2-4) كذلك يأمر القرآن:

“وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ” (30/39).

وعن السخاء فى إعطاء الصدقة يتقابل القرآن مع نصوص الكتاب المقدس التى تحث على ذلك: (رومية 12: 8) ها هو القرآن يعظم من أمر الصدقة:

“مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ  وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (2/261).


مراجع

-موقع طريق الإسلام

-الكتاب المقدس

https://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-Tithing.html

www.Biblehub.com

 

مواضيع ذات صلة