القائمة الرئيسية
اليهودية والمسيحية والإسلام: أصول أسمائها ورسالاتها
أكاديمية سبيلي Sabeeli Academy

الله هو المنعم

من أسماء الله وصفاته “المنعم”، فإن الإله الخالق لهذا الكون والرازق له والقائم على أمره هو المنعم والمتفضل على خلقه. فهو الغني وهم المفتقرون إليه، وهو ينعم على غيره ولا ينعم عليه أحد.

المنعم

كيف يكون المسيح إلها وقد أنعم غيره عليه بل وعلى أمه قبل مولده؟

المنعم في الإسلام

كثيرا ما يشار في القرآن الكريم إلى أن الله تعالى هو مصدر النعمة وهو المنعم على خلقه. فعلى سبيل المثال، نقرأ في القرآن الكريم:

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران 103:3)

كما نقرأ أيضا:

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (النساء 69:4)

المنعم في المسيحية

يشير الكتاب المقدس في عهده الجديد وعلى لسان السيد المسيح إلى أن الله تعالى هو “المنعم”، فنحن نقرأ: “بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئًا، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيمًا وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ“. (لوقا 35:6)

كما يشير العهد الجديد إلى أن الله تعالى قد أنعم على السيدة مريم العذراء بولادة السيد المسيح، فنحن نقرأ: وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ». (لوقا 1 :26-31)

بل إن الكتاب المقدس يخبرنا في عهده الجديد أن السيد المسيح المفترض أنه إله في المسيحية منعَم عليه وليس منعِماً، فنحن نقرأ: “وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ“. (لوقا 40:2)

والسؤال الآن هو: كيف يكون السيد المسيح إلها وقد أنعم غيره عليه بل وعلى أمه قبل مولده؟ والحق هو أن من أنعم عليه هو المستحق للألوهية والربوبية وحده لا شريك له. فالله تعالى وحده هو المنعم والمتفضل على جميع خلقه.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة