من الحقائق العلمية التي يتفق عليها كل من الكتاب المقدس والقرآن الكريم خلق المرأة من الرجل، حيث يذكر الكتاب المقدس في عهده القديم أن حواء خلقت من ضلع آدم، فنحن نقرأ: “فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ”. (التكوين 21:2-22)
ويخبرنا القرآن الكريم أن المرأة قد خلقت من الرجل، فنحن نقرأ:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء 1:4)
ونقرأ:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الأعراف 189:7)
ونقرأ أيضا:
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم 21:30)
كما نقرأ أيضا:
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6:39)
وقد جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء”.
وروى مسلم والترمذي عن أبي هريرة أنّ الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم قال :”إنّ المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرت وكسرها طلاقها“
وإن خلق المرأة من ضلع أعوج وما يستتبعه من وصم بالاعوجاج أمر لا يعيب تلك المرأة التي تؤدي دورها كأم حنون وزوجة صالحة وفرد سوي ونافع لمجتمعه، وإنما يعيب تلك المرأة التي طغى اعوجاجها على سلوكها فقصرت في أداء واجباتها كأم وزوجة وفرد في المجتمع، وهذا النوع من النساء كثير للأسف الشديد، مما أدى إلى وصم الجنس بأكمله بالاعوجاج، فالسيئة تعم والحسنة تخص كما يقولون.
ومع ذلك، لم يُجعل هذا الاعوجاج مبررا للإساءة إلى المرأة وإنما جُعل مدعاة لتحملها والإحسان إليها مراعاةً لغلبة طبعها وجبلتها على سلوكها، مع تبيان أن ما في المرأة من شدة العاطفة وقلة التعقل إنما هو أمر يعينها على أداء مهمتها في الحياة كأم وزوجة وله عرض جانبي وهو ما قد يعتبره الرجل اعوجاجا، ولذلك أُمر الرجل بتحمل العرض والاستفادة من الجوهر المفيد.
فكل ما في الكون فيه ما فيه من الإيجابيات والسلبيات، وطالما رجحت الإيجابيات السلبيات فلابد من تحمل السلبيات وتجنب تضخيمها حتى تتحقق ساعة الدارين، وكما أن هناك عيوب في بعض النساء، فهناك عيوب أيضا في بعض الرجال، ولذلك فليس للرجل أن يعير المرأة بعيبها وذلك ببساطة لأنه هو نفسه لا يخلو من العيوب. ولا يصح لمن كان به عيب أن يعير غيره بعيوبهم.
شاهد هذا الفيديو للاستماع إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي وهو يبين الحكمة من خلق المرأة من ضلع الرجل!
_________
المراجع:
1- القرآن الكريم
2-الكتاب المقدس
3- صحيح البخاري
4- صحيح مسلم