إن القبر هو أول منازل الآخرة، وأول ما يلاقيه الميت في قبره هو سؤال الملكين منكر ونكير عن الرب والدين والنبي وضمة القبر. ويخفف الله تعالى أصوات الملكين وضمة القبر على المؤمنين ولكن يغلظهما على الكافرين.
وقد روي في هذا المعنى حديث مرفوع عن عائشة رضي الله عنها قالت: “يا رسول الله! إنك منذ يوم حدثتني بصوت منكر ونكير وضغطة القبر ليس ينفعني شيء. قال: يا عائشة! إن أصوات منكر ونكير في أسماع المؤمنين كالإثمد في العين، وإن ضغطة القبر على المؤمن كالأم الشفيقة يشكو إليها ابنها الصداع فتغمز رأسه غمزا رفيقا، ولكن يا عائشة ويل للشاكين في الله كيف يُضغطون في قبورهم كضغطة البيضة على الصخرة”
رواه البيهقي في ” إثبات عذاب القبر ” (ص/85، رقم/116)، والديلمي في ” مسند الفردوس ” (رقم/3776)
ومن نعيم القبر أن يرى الميت المؤمن مقعده من النار إن كان قد كفر وعصى، ومن عذاب القبر أن يرى الميت الكافر والعاصي مقعده من الجنة إن كان قد آمن وأطاع.
فعن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة. (رواه البخاري)
ومن نعيم القبر أن يفسح للمؤمن في قبره، فعن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم، فيأتيه ملكان، فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل، محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبدالله ورسوله، فيقول له: انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعا. قال قتادة: وروي لنا أنه يفسح له في قبره” (رواه البخاري)
ومن نعيم القبر أن يمثل للميت المؤمن بعد سؤال الملكين عمله الصالح في صورة رجل حسن الوجه يبشره بالنعيم المقيم، فعن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدّ بصره، قال: ويأتيه (وفي رواية: يمثل له) رجل حسن الوجه حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، (أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم) هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: (وأنت فبشرك الله بخير) من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح (فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله، بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً)، ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة، قال: ربِّ عجل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقال له: اسكن” (رواه أحمد وأبو داود وغيرهما)
شاهد هذا الفيديو للاستماع إلى الشيخ محمود المصري وهو يبين ألوان نعيم القبر وعذابه في ضوء كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهرة!
المصدر: رياض الجنة