تكريم المرأة بين الإسلام والمسيحية

هل يبيح الإسلام رضاع الكبير

يؤكد المهندس فاضل سليمان أن الإسلام لا يبيح رضاع الكبير وأن جمهور الصحابة لاسيما الإمام علي وعمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو وابن مسعود وكذلك التابعين وعلى رأسهم سعيد بن المسيب على أنه لا رضاع بعد الحولين أي العامين.

والدليل على ذلك آيات مثل قوله تعالى:

وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ (البقرة 233:2)،

وقوله تعالى:

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (لقمان 14:31)

وجميع المذاهب، عدا مذهب الليث بن سعد وقد شذ في ذلك، وجميع علماء المسلمين المتقدمين منهم والمتأخرين على أنه لا رضاع بعد الحولين.

وأما ما رواه الإمام مسلم عن عائشة أن سهلة بنت سهيل جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم -وهو حليفه- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أرضعيه قالت وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قد علمت أنه رجل كبير.

فهذه حالة إنسانية وتشريعية خاصة بسالم فقط، فلقد كان سالم ولد سهلة بنت سهيل وأبي حذيفة بالتبني قبل تحريم التبني. فلما حرم التبني، لم يعد سالم ابن سهلة بنت سهيل بل وحرم عليه الدخول على سهلة التي أصبحت امرأة أجنبية بالنسبة له بعد أن كانت أمه بالتبني. ولكنه كان يعيش معها في نفس المنزل كابن لها. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم رضاعته مخرجًا له من هذا المأزق حتى يظل ابنًا لسهلة بالرضاعة بعد بطلان كونه ابنا لها بالتبني. وهذه حالة فريدة لا نظير لها في الإسلام، وإنما اقتضتها الحاجة نظرا للتدرج في التشريع. أما بعد اكتمال التشريع، فتكرارها غير جائز بدليل عدم سماعنا بتكرار هذه الحالة في التاريخ الإسلامي.

شاهد هذا الفيديو للاستماع إلى شرح هذه الحالة للمهندس فاضل سليمان!

مواضيع ذات صلة