مقدمة المعجم
كثيرا ما يُلصق القتل بصفة خاصة والعنف بصفة عامة بالإسلام بل والقرآن الكريم. وإذا دل ذلك على شيء، فإنما يدل على جهل من ينسب القتل والعنف إلى الإسلام والقرآن من غير المسلمين ولا سيما المسيحيين. والحق والحقيقة أن الدين إنما يعرف بنصوص كتابه وليس بما يقوله الناس عنه وعن أتباعه.
وإذا نظرنا في القرآن الكريم والكتاب المقدس، وجدنا العجب العجاب. فإذ بنا نكتشف أن الكتاب المقدس لا يكاد يخلو سفر من أسفاره من لفظ فيه استباحة للقتل والتحريض عليه. بل إننا نجد أن من أسفار الكتاب المقدس ولا سيما العهد القديم ما لا يكاد يخلو إصحاح من إصحاحاته من استباحة للقتل والتحريض عليه.
وأما العهد الجديد، فقائم في جملته على القتل وعلى استباحة أبشع أنواعه، إذ يبنى العهد الجديد على استباحة قتل السيد المسيح، ابن الإله المزعوم، للخلاص بدمه. وإذا كان العهد الجديد يستبيح دم ابن الإله وأحد أقانيم الإله ويرى في سفك دمه مصلحة للبشرية، فماذا عن آحاد البشر؟ وكيف يكون ذلك الكتاب كتابا سماويا يحقن الدم البشري إذا كان يستبيح دم أهم البشر حسب المعتقد المضمن فيه؟
أما القرآن الكريم، فلا نجد فيه استباحة للقتل ولا تحريض عليه إلا في بضعة مواضع محدودة لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد وجميعها مواضع عادلة ليس فيها استباحة للظلم ولا تحريض على سفك دماء الأبرياء بغير حق. وإنما تتراوح بين عقوبة مقررة لمستحق لها أو رد فعل عادل ومبرر لجرم أو عمل يوجب القتل سواء من جانب مسلم أو غير مسلم ولا يختلف على ذلك اثنان في أي زمان أو مكان.
والغريب أننا بعد دراسة الكتاب المقدس والقرآن الكريم يصبح لدينا قناعة راسخة بأن القرآن الكريم هو فعلا كلام الله وأن الإسلام هو دين الله الحق الصالح للتطبيق في كل زمان ومكان وذلك أننا نجده أول من وضع ضوابط عادلة لكل شيء حتى عند الخلاف بل والقتل والقتال.
فإننا نجد الأديان قبل الإسلام وكتبها لا تصون حرمة الدم البشري ولا تحفظ قدسيته ولا تكاد تحقن الدم إلا لمن كان من أتباعها. أما غير أتباعها فلا حرمة ولا قداسة لدمه ولا غضاضة في سفكه. فنجد أن سفك الدماء قبل الإسلام قد طال النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد كما هو ثابت بنصوص الكتاب المقدس.
أما الإسلام، فقد وضع ضوابط عادلة ومنصفة للخلاف بل والعنف بل والقتل. فنجده أول من صان الدم البشري من السفك ظلما وعدوانا. ولا فرق في ذلك بين دم المسلمين وغيرهم. فقد حرص الإسلام على حقن دماء جميع البشر وحتى وإن لم يكونوا من أتباعه، ولم يستبح القتل إلا بالحق وذلك في بضعة مواضع محدودة كما ذكرنا. واللافت للنظر أن هذه المواضع معلقة على أحوال معينة ومشروطة بظروف محددة. فما إن تنتفي هذه الأحوال والظروف، حتى يحرم القتل وتنتفي إباحته على نحو ما سنرى في المعجم.
رابط تحميل معجم ألفاظ استباحة القتل والتحريض عليه في الكتاب المقدس ونظائرها في القرآن
لتنزيل معجم ألفاظ استباحة القتل والتحريض عليه في الكتاب المقدس ونظائرها في القرآن، انقر معجم ألفاظ القتل
_________
اقرأ أيضا:
القتل والسلب والغنيمة والجزية والأسر والسبي في المسيحية
القتل والسلب والغنيمة والجزية والأسر والسبي في الإسلام
معجم الألفاظ الجنسية في الكتاب المقدس ونظائرها في القرآن
معجم التكرار والتطابق الطويل (كلي وجزئي) في أسفار الكتاب المقدس وفي سور القرآن الكريم
معجم أهم أحوال المرأة في الكتاب المقدس ونظائرها في القرآن الكريم