مقدمة
لقد جرت سنة الله في خلقه أن يبعث لهم رسلا منهم ليهدوهم إلى سبيله ويصرفوهم عن طريق الشيطان حتى تتحقق لهم سعادة الدارين. ولقد كان من فضل الله تعالى على الناس أن أيد الأنبياء والمرسلين بالآيات والمعجزات التي تصرف الناس عن الإيمان بقدرة الناس وتهيؤهم للإيمان بقدرة رب الناس.
ولذلك، جاء الأنبياء والمرسلون بآيات ومعجزات تجاوزت القدرة البشرية المعقولة التي عهدها أقوامهم. وكانت هذه الآيات والمعجزات دائما من جنس ما برعت فيه هذه الأقوام حتى يكون ذلك أدعى لإيمانهم بأنبيائهم ورسلهم وما جاءوا به من عند الله عز وجل.
ولذا، كان من معجزات سيدنا موسى عليه السلام العصا التي تحولت إلى حية التقمت جميع حبال السحرة وعصيهم فكانت مدعاة لإيمان قومه لأنها لم تكن من قبيل السحر الذي تميز به قوم سيدنا موسى ولم تكن عملا بشريا معهودا بل عملا خارقا للعادة.
وكان من معجزات السيد المسيح إبراؤه الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وفوق كل ذلك مولده من أم دون أب وكلامه في المهد، فلقد خرقت كل هذه المعجزات ما جرت به عادة البشر في قوم برعوا في الطب.
أمية النبي مكمن الإعجاز في القرآن
أما محمد صلى الله عليه وسلم، فبعث في قوم اشتهروا بالفصاحة والبلاغة والبيان. فكان لزاما أن يأتي بمعجزة تفوق براعة قومه فيما عرفوا به من الفصاحة والبلاغة والبيان. ولذلك، أنزل الله تعالى على نبيه محمد معجزة القرآن الكريم التي فاقت ما عرف به العرب من الفصاحة والبلاغة والبيان.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ. وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ. أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ. فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (الشعراء 26 :192-199)
ولقد نفى الله عز وجل احتمال افتراء النبي للقرآن وتحدى المكذبين والكافرين بافتراء سورة مثل أي سورة منه. وعن ذلك، يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (يونس 10 :37-38)
ولكن لو لم يكن النبي محمد أميا، لاحتمل افتراؤه للقرآن أي تأليفه واختلاقه. ولذلك، بعث النبي محمد أميا لا يقرأ ولا يكتب ولم يعلمه بشر، وقد تقطعت به أسباب التعلم من البشر سواء في حله وبين قومه أو في ترحاله بعيدا عنهم.
ولذلك، تحدى الله تعالى في القرآن الكريم كل اتهامات الكافرين والمكذبين في كل زمان ومكان لنبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، وقطع عليهم كل طريق وسبيل إلى التشكيك في نسبة القرآن الكريم إليه تعالى، ولقد لفت القرآن الكريم في أول آياته نزولا، نظر بني البشر إلى وجه الإعجاز في القرآن الكريم والذي تجلى في أمية الرسول صلى الله عليه وسلم، فلقد كان أول ما نزل من القرآن الكريم الآيات التالية:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق 96 :1-5)
ففي الآيات الكريمة أمر بقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه باعتباره وحيا من الله، ولا أدل على كونه كذلك من نزوله على إنسان أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولكن كانت تلك حكمة الله تعالى، فكما خلق الناس من علق وعلمهم بالقلم، علم أحدهم كذلك ما لم يعلمه، وحيا مباشرا بلا قلم. وكأن الله تعالى يخاطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقول له “اقرأ” حتى تعلم وتتعلم، ويرد النبي بنفي قدرته على القراءة، فيبين الله له أنه ليس محتاجا إلى القراءة كسبيل للعلم والمعرفة، فسوف يعلمه الله ما لم يعلم بدون قراءة ولا كتابة.
ولقد بين القرآن الكريم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يؤثر عنه قبل بعثته نبيا ورسولا أنه يقرأ أو يكتب أو ينظم الشعر، فكيف يتأتى له افتراء القرآن بعد بعثته؟
يقول الله تعالى:
قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (يونس 16:10)
ولقد أكد القرآن الكريم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولا ينظم الشعر. يقول الله تعالى:
وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (العنكبوت 29:48)
كما يقول تعالى:
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ. لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (يس 36 :69-70)
وذكر القرآن أن احتمال تعليم البشر القرآن للنبي محمد منتفي لعدم احتمال تعلم النبي للقرآن على يد أحد من العرب لأنهم كانوا يجهلون ما نزل من الوحي السماوي في الكتب السابقة ولم يتح تعلم الكتب السابقة إلا على يد العجم أي غير العرب. وإن افتراء القرآن وتعلمه على يد العجم متعذر وممتنع لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين ليس فيه عجمة. فكيف لأعجمي أن يفتري كتابا عربيا معجزا في نظمه وبيانه؟
يقول الله تعالى:
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 16:103)
وهكذا، كانت أمية النبي صلى الله عليه وسلم مكمن الإعجاز في رسالته الخاتمة. فلقد استحال أن يكون القرآن الكريم من كلامه هو.
أمية النبي تشريف وتكريم
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأمية وإن كانت من دواعي رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولوازمها إلا أنها ليس فيها ما يشين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بل إنها تشريف وتكريم له صلى الله عليه وسلم.
فالأمية لا تعني الجهل أو حتى عدم العلم، وإنما تعني عدم تلقي العلم على أيدي البشر. فمعلوم أن الناس يتناقلون العلم عن بعضهم البعض من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إلا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شرفه الله تعالى بتلقي العلم عنه عز وجل وحيا مباشرا بدون تدخل بشري. ومن ثم، كانت أمية النبي محمد تشريفا وتكريما له صلى الله عليه وسلم.
فلقد أقامه الله تعالى معلما لولد إسماعيل بل وللبشرية جمعاء استجابة لدعوة أبيه إبراهيم وابنه إسماعيل أبي العرب على الرغم من أميته صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى:
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (البقرة 129:2)
ولذلك، فمن غير المعقول تكذيبه صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن رب العزة لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأمور لم يكن يعلمها هو ولا قومه بل وأهل زمانه جميعا، فكيف يتأتى اتهامه بالتعلم على يد بشر؟ يقول الله تعالى:
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (البقرة 151:2)
كما يقول تعالى:
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (آل عمران 164:3)
كما يقول تعالى أيضا:
وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (النساء 113:4)
ويقول تعالى:
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (هود 11:49)
الله أعلم حيث يجعل رسالته
وأخيرا، لنا أن نقول أن مقام النبوة والرسالة مقام اصطفاء واجتباء وليس عظمة وكبرياء، بمعنى أن الله تعالى يصطفي ويجتبي من يشاء من عباده رسلا وأنبياء على أساس تقواه سبحانه وتعالى وصلاح النفس وطهارة الروح وحسن السيرة والسريرة وليس على أساس المال أو الجاه. ومتى توفرت هذه المعايير، ييسر الله تعالى العلم والحكمة لأصفيائه ومجتبيه. وتلك سنة الله تعالى في خلقه جميعا وليس النبي محمد وحده. يقول الله تعالى:
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 282:2)
كما يقول تعالى:
اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (الأنعام 124:6)
كما يقول تعالى أيضا:
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (الشورى 42:52)
النبي الأمي في القرآن الكريم والكتاب المقدس
إن أمية النبي محمد صلى الله عليه وسلم من دواعي فخره وفخاره، فبها قد بُشر به ووصف في القرآن الكريم والكتاب المقدس. فعن أميته صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157:7)
ويقول تعالى:
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف 158:7)
ويقول تعالى أيضا:
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (الجمعة 2:62)
وعن أميته صلى الله عليه وسلم، يقول الكتاب المقدس: أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هذَا». فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ». (إشعياء 12:29)
وربما تطابق العدد السابق من الكتاب المقدس مع ما ورد في قصة بدء الوحي، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت أن النبي وهو في غار حراء جاءه الملك فقال: “اقرأ” قال: “ما أنا بقارئ” قال: “فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني” فقال: “اقرأ” قلت: “ما أنا بقارئ” فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: “اقرأ” فقلت: “ما أنا بقارئ” فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: “اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم” (رواه البخاري)
وعلى الرغم من تشكيك علماء المسيحية في تبشير العدد السابق بالنبي محمد، إلا أننا إذا قرأنا الإصحاح 29 من سفر إشعياء كاملا، وجدنا أنه ليس من المستبعد أن يبشر بالنبي محمد لأن قرينة سياق هذا الإصحاح تدل على ذلك، حيث يبدأ الإصحاح بتوعد أهل الغفلة والمعاصي ويعرج على الأمي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ثم يتنبأ بالصحوة والتوبة والأوبة.
_________
المراجع:
1- القرآن الكريم
2- تفسير القرآن العظيم لابن كثير
3- صحيح البخاري
4- الكتاب المقدس
5- موقع الأنبا تكلا
6- تفسير إصحاح 29 من سفر إشعياء للقمص تادرس يعقوب
7- تفسير إصحاح 29 من سفر إشعياء للقس أنطونيوس فكري