الفرق بين القرآن وأهم كتب الديانات الحالية

توني الكندي: أراد المسيحية للمسلمين فهداه الله للإسلام

المبشر توني الكندي

لا يوجد أي ذكر في الإنجيل لحقيقة التثليث، والله واحد وليس ثلاثة في الإنجيل.

ولدت أنا، توني الكندي، في ألبرتا بكندا في عائلة مسيحية ملتزمة، كثير من أبنائها يعملون رعاة في الكنسية، ولذلك فهم متعلقون بها بشكل جيد، عمل والدي شماسًا في الكنيسة لفترة طويلة، أما أخواتي فقد تعلموا في مدارس إنجيلية وواحدة منهن تزوجت من قسيس شاب.

أول مرة سمعت فيها عن الإسلام كان من راديو السيارة، وكنت في ذلك الوقت في السادسة عشرة من عمري، حيث كان المذيع يتحدث عن المسلمين ويعرفهم قائلًا: إن المسلمين قوم يعبدون القمر ويعبدون نبيهم محمد– صلى الله عليه وسلم-، ويعبدون كذلك صخرة سوداء في صحراء المملكة العربية السعودية تدعى الكعبة، ويسترسل في الحديث واصفًا الإسلام بأنه يعلم الإرهاب والاضطهاد، ولا ينصر الضعيف بل يقسو عليه ولا يوقر الكبير، ولا يرحم الصغير، والمرأة فيه لا حقوق لها، ولا يساعد المريض ولا اليتيم، ثم ادعى المتحدث أنه خبير في الدين الإسلامي وأنه ظل يدرسه لمدة 19 عامًا، وبعد سماعي لهذا البرنامج اعتقدت أن الإسلام هو دين البقاء للأقوى، وأن القوي فيه يأكل الضعيف.

في هذا الوقت تكونت لدي عقيدة بأن أصبح مبشرًا حتى أدعو المسلمين إلى النصرانية، وبدأت أدرس الإنجيل وأتعمق في المسيحية، وعندما بلغت من العمر 21 عامًا أصبحت أكثر اهتمامًا بدراستي، وعندما وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبحت أكثر رغبة في مساعدة المسلمين للتحول من الإسلام إلى النصرانية، لأن وسائل الإعلام كانت تظهرهم على أنهم متعطشون لسفك الدماء ومرضى نفسيون لا يريدون إلا ذبح الأبرياء للتقرب إلى إلههم، وكان المسلمون في ذلك الوقت بكندا يتعرضون لحملات التشويه والتشهير والإساءة والتضييق عليهم في مختلف مجالات الحياة، وأصبح كل مسلم متهم لأنه مسلم، وتعرضوا للبصق عليهم في الشوارع ومعظم الناس كانوا يريدون الانتقام منهم.

وبالرغم من أن معظم الناس من حولي كانوا يكرهون المسلمين فإنني كنت أرغب في مساعدتهم، لذلك فإن أحداث 11 سبتمبر كانت حافزًا لي للتعرف على الإسلام، وكذلك على ديني حتى أستطيع أن أحاورهم وأرد على أسئلتهم، ومن هنا بدأت أقرأ الإنجيل بتمعن وتفهم أكثر من ذي قبل، وهنا فوجئت بحقيقة كانت بالنسبة لي أكثر من مفاجأة، وهي أنه لا يوجد أي ذكر في الإنجيل لحقيقة التثليث.. الله واحد وليس ثلاثة في الإنجيل، ووجدت أنه في أكثر من موضع في الإنجيل ذكر أن الله واحد، ولم أكن متأكدًا مما إذا كان المسيح عيسى ابن مريم هو الإله أو ابن الإله، لأن النصارى يختلفون حول هذه الحقيقة، ولكن المسيح عليه السلام ذكر في الإنجيل أن الله أعظم منه، وقال أيضًا إنه بشر لا يستطيع فعل شيء دون مساعدة الرب له، وذلك يدل على أن كل المعجزات التي كان يقوم بها عيسى– عليه السلام– كانت من عند الله وليس من عنده.

وازدادت دهشتي عندما اكتشفت في الإنجيل أن الأنبياء كانوا يصلون ويسجدون على وجوههم لله، والذي جعلني أكثر اندهاشًا أن عيسى- عليه السلام– نفسه كان يصلي بنفس الطريقة.

ولقد كنت مندهشًا لأن الأنبياء جميعًا كانوا يصلون على طريقة المسلمين، وعندما تعلمت الصلاة في الكنيسة تعلمت أن أضع يدي متوازيتين أمام وجهي وأنظر إلى السماء، كيف يحدث هذا؟ ولماذا نصلي هكذا ولا نصلي بنفس الطريقة؟

ووجدت في الإنجيل عبارة أخرى هزتني وهي “طوبى لأناس بك عزهم الذين تتوق قلوبهم إلى الحج يعبرون في وادي بكة” (المزامير6-5: 84).

ذهبت إلى معلمي في الكنسية وسألتهم: أين بكة؟ أخبروني أنه لا يعرف أحد مكانها ولكنها موجودة في مكان ما في الصحراء، وأخيرًا اكتشفت أن بكة هي نفسها مكة التي يحج إليها المسلمون كل عام، لذلك أصبحت أكثر حبًّا للاطلاع على أسباب حج المسلمين إلى بكة وعدم قيام النصارى بذلك.

ووجدت فقرة أخرى في الإنجيل تحدثت عن قدوم نبي آخر، وأن عيسى عليه السلام ذكر أن مملكة الرب سوف تؤخذ وتعطى إلى أناس يحملون ثمار الإله، والمقصود بهم المؤمنون.

ذهبت بعد ذلك إلى المسجد لأشتري نسخة من القرآن الكريم، وهناك تعرفت على إمام المسجد وكان صومالي الجنسية وأعطاني نسخة مجانية من ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، وازداد لدي الفضول للتعرف على الإسلام وفي عقيدتي أن القرآن كتاب لا قيمة له مليء بالمغالطات، كتبه عربي من القرن السابع الميلادي.

وعندما بدأت أقرأ القرآن الكريم صدمت بأربع آيات عظيمات هي قوله تعالى:

اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ … (البقرة 255:2)

وقوله تعالى:

لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ… (البقرة 256:2)

وقوله تعالى:

وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (البقرة 135:2)

وقوله تعالى:

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (آل عمران 67:3)

هذه الآيات المباركات كانت نقطة تحول فاصلة في حياتي، فقد تساءلت ما هي ملة إبراهيم؟ وما هو سبيله، وكيف كان حنيفًا مسلمًا؟ لقد كانت الآيات السابقات إجابة شافية لكل الأسئلة التي وقعت في دوامتها عندما أردت أن أمشي في طريق الهداية للمسلمين ووجدت نفسي في النهاية بحاجة إلى هداية تريحيني مما وقعت فيه من تناقضات كان مصدرها ما قرأت في الإنجيل، وأثارت لدي تساؤلات لا أجد إجابة عنها ممن حولي.

بدأت رحلة بحث ودراسة بعمق فوجدت أنه لا تناقض ولا مغالطات في الإسلام، وكل الشبهات حول هذا الدين من السهل تفنيدها والرد عليها، لذلك ذهبت مرة أخرى إلى إمام المسجد وأشهرت إسلامي، وقد قررت ألا أغير اسمي لأن الصحابة- رضي الله عنهم- لم يغيروا أسماءهم إلا في حالتين، إذا كان الاسم متعلقًا بديانة أخرى، وإذا كان الاسم سيئًا أو قبيحًا.

مواضيع ذات صلة