تكريم المرأة بين الإسلام والمسيحية

الله فعال لما يريد

الله

لما كان السيد المسيح ليس فعالا لما يريده هو وإنما فعال لما يريده الله عز وجل، لم يكن السيد المسيح إلها

من أسماء الله وصفاته “الفعال لما يريد”، وهذا من الأمور البديهية في حق الله عز وجل. فلما كان الله جل جلاله هو خالق هذا الكون ورازقه والقائم على أموره والمتصرف فيه حسبما شاء، وجب وصفه بأنه “الفعال لما يريد”. فكل ما في الكون خاضع لإرادته ومشيئته وحده لا شريك له. ولا يستطيع مخلوق أن يخالف إرادته تعالى ومشيئته، فكل شيء منفذ لإرادة الله عز وجل، أما هو سبحانه فهو يفعل ما يريده هو وليس ما يريده غيره لأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

الفعال لما يريد في الإسلام

يوصف الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأنه “الفعال لما يريد”، فنحن نقرأ:

فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (هود 11 :106-108)

كما نقرأ أيضا:

إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ. إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ. وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ. ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ. فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (البروج 85 :12-15)

ويؤكد القرآن الكريم أن الله عز وجل يفعل ما يريد، فنحن نقرأ:

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (الحج 22:14)

كما نقرأ أيضا:

تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (البقرة 253:2)

الفعال لما يريد في المسيحية

على الرغم من اتخاذ السيد المسيح إلها في المسيحية، يخبرنا الكتاب المقدس أنه ليس “فعالا لما يريد”، وإنما فعال لما يريده الله (المسمى بـ”الآب” في المسيحية) الذي أرسله إلى الناس نبيا ورسولا. فعلى سبيل المثال، نقرأ في العهد الجديد: ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». (متى 39:26)

كما نقرأ: فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». (متى 42:26)

كما نقرأ أيضا: قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ». (يوحنا 34:4)

ولقد اقترن قول السيد المسيح أنه لا يفعل ما يريده هو ولكن ما يريده الله بتأكيده عدم قدرته على عمل أي شيء من تلقاء نفسه واستمداده القدرة على عمل أي شيء من قدرة الله عز وجل، فنحن نقرأ: «أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي». (يوحنا 30:5)

ولما كان السيد المسيح ليس فعالا لما يريده هو وإنما فعال لما يريده الله عز وجل، لم يكن السيد المسيح إلها، وإنما كان نبيا أرسله الله عز وجل ليفعل ما يريده الله سبحانه وتعالى من هداية الناس إلى عبادة رب الناس وحده لا شريك له.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة