المسيحية والإسلام متفقان على وجود الملائكة وعلى أن الله خلقها كما خلق الإنس، البشر الآدميين. ولا تظهر الملائكة للناس إلا بفعل: أعجوبة أو عمل إعجازي أو فعل خارق، آية من آيات الله البينات، نبوة أو رسالة إلهية يتولاها مخلوق مختار إما نبي أو رسول أو بار أو إنسان صالح إختاره الله وبعثه في مهمة معينة أو أمره بشأن محدود.
ونحن لا نعرف الكثير عن أوصاف الملائكة في المسيحية لأن الكتاب المقدس لم يفدنا عن هذا الموضوع إلا القليل، فأخبر عنهم مستعملا تعابير رمزية مجازية كقوله: “قد جعل ملائكته رياحا وخدماه لهيب نار” (العهد الجديد– الرسالة إلى العبرانيين– الفصل الأول– عدد7).
كما يقول الكتاب المقدس: “باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره فور صدور كلمته” (العهد القديم– سفر المزامير– زبور داود– المزمور 03 – عدد 2).
ولقد خلق الله الملائكة قبل أن يخلق الأرض ومن عليها من نوع الإنس. وهم أرواح لا أجساد لها، ولا نعرف عددهم بالضبط إنما يشير الكتاب المقدس إلى أنهم ألوف وألوف. ويقول الكتاب المقدس في ذلك ما يلي: “من أمامه يتدفق ويجري نهر من نار وتخدمه (أي تخدم الله) ألوف وألوف الملائكة ويمثل في حضرته عشرات الألوف” (العهد القديم– سفر دانيال– الإصحاح السابع– عدد 10).
وأما الإسلام، فهو لم يتعرض كثيرًا لأوصاف الملائكة ولكنه تعرض لصفاتهم. فأما أوصافهم، فقد ورد في صحيح مسلم وغيره (من رواة الأحاديث النبوية) عن عائشة (أم المؤمنين وإحدى زوجات الرسول) أن النبي محمد قال: “خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم”. وأما صفاتهم، فيشير القرآن الكريم إلى طاعتهم الكاملة لله عز وجل. يقول الله تعالى:
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (التحريم 6:66).
المصدر: محاور الالتقاء ومحاور الافتراق بين المسيحية والإسلام – غسان سليم سالم – دار الطليعة – بيروت