الله هو المَلِك & مالك المُلك

أسماء الله وصفاته

إذا كان المُلك والملكوت لله (المسمى بـ”الآب”)، فكيف يكون السيد المسيح إلها؟

من أسماء الله وصفاته “المَلِك” و”مالك المُلك”. فلما كان إله هذا الكون هو خالقه، كان أيضا مالكا لملكه وملكوته، وحق له ذلك. فهو المالك لكل شيء ولا مالك غيره.

المَلِك & مالك المُلك في الإسلام

يوصف الإله في القرآن الكريم بأنه “مالك المُلك”. فنحن نقرأ:

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 26:3)

كما يوصف الإله بأنه “المَلِك”. فنحن نقرأ:

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ. فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (المؤمنون 23 :115-116)

كما نقرأ أيضا:

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الحشر 59:23)

وينسب المُلك والملكوت في القرآن الكريم إلى الله عز وجل وحده. فنحن نقرأ:

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (البقرة 107:2)

كما نقرأ أيضا:

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 189:3)

ولقد قصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم نسبة المُلك والملكوت إلى الله عز وجل وحده. فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا مالك إلا الله” (رواه مسلم) وفي رواية “لا مَلِك إلا الله” (رواه مسلم).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا المَلِك، أين ملوك الأرض؟” (رواه البخاري في صحيحه)

وعن عبد الله بن مسعود قال:جاء حبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! أو يا أبا القاسم! إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول: أنا المَلِك أنا المَلِك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً مما قال الحبر، تصديقاً له، ثم قرأ “وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ” (الزُّمر 67:39) (رواه البخاري في صحيحه)

المَلِك & مالك المُلك في المسيحية

يوصف الإله في العهد القديم بأنه “المَلِك”. فنحن نقرأ: “اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلهِي، لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي”. (مزمور 2:5)

كما يخبرنا العهد القديم أن المُلك لله إلى الأبد. فنحن نقرأ: “الرَّبُّ يَمْلِكُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ”. (الخروج 18:15)

وينقل الكتاب المقدس في عهده الجديد عن السيد المسيح نسبته المُلك والملكوت إلى الله عز وجل. فنحن نقرأ: “لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ”. (متى 43:21)

وعند تعليمه الصلاة للحواريين، نسب السيد المسيح أيضا الملك والملكوت إلى الله عز وجل. فنحن نقرأ: “فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ”. (متى 6 :9-13)

ولقد علم السيد المسيح حوارييه أن يطلبوا ملكوت الله قبل كل شيء. فنحن نقرأ: “لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ”. (متى 33:6)

والسؤال الآن هو: إذا كان المُلك والملكوت لله (المسمى بـ”الآب”)، فكيف يكون السيد المسيح إلها؟

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- صحيح البخاري

3- صحيح مسلم

4- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة