اليهودية والمسيحية والإسلام: أصول أسمائها ورسالاتها

الله هو الأول والآخر

الأول والآخر

المسيح مخلوق حادث في الإسلام وليس أولا ولا آخرا، وهو بداءة الخليقة في المسيحية، وإذا كان ذلك، لم يكن إلها

من أسماء الله وصفاته “الأول” و”الآخر”. فإن إله هذا الكون وخالقه هو أول من فيه وآخر من فيه، فليس شيء قبله، وليس شيء بعده، وليس أول معه وليس آخر معه.

الأول والآخر في الإسلام

يوصف الإله في القرآن الكريم بأنه وحده “الأول” و”الآخر”. فنحن نقرأ:

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد 57 :1-3)

كما نقرأ:

وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (القصص 28:88)

كما نقرأ أيضا:

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (الرحمن 55 :26-27)

وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كَانَ اللهُ وَلمْ يَكُنْ شَيْءٌ غيرهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلى المَاءِ، ثُمَّ خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْض، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُل شَيْءٍ” (رواه البخاري)

وكثيرا ما استعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذين الاسمين “الأول” و”الآخر” في دعائه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم أَنت الأولُ فليس قبلك شيء، وأنت الآخِرُ فليس بَعدَك شيء، وأنت الظَّاهِرُ فليس فوْقَك شيء، وأنت الباطِنُ فليس دُونَك شيء، اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقرِ” (رواه مسلم وأبو داود والترمذي)

الأول والآخر في المسيحية

يوصف الإله في الكتاب المقدس لاسيما في عهده القديم بأنه “الأول” و”الآخر”. فنحن نقرأ: “هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ، رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي”. (إشعياء 6:44)، كما نقرأ أيضا: “اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ، وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعًا”. (إشعياء 48 :12-13)

ويوصف السيد المسيح في الكتاب المقدس بأنه “بكر كل خليقة”. فنحن نقرأ في العهد الجديد: “شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا. الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ”. (كولوسي 1 :12-15)

كما يوصف عليه السلام بأنه “بداءة خليقة الله”. فنحن نقرأ في العهد الجديد: “وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ” (رؤيا يوحنا اللاهوتي 14:3)

والسؤال الآن هو: إذا كان السيد المسيح مخلوقا، فكيف يكون إلها؟ وإذا كان بداءة الخليقة، فكيف يكون الأول مع الله؟ فلقد كان الله أولا موجودا قبل الخليقة أما السيد المسيح فوجد بعد الله عند بدء الخليقة على حد زعم العهد الجديد.

والحقيقة أن السيد المسيح لم يكن بداءة الخليقة وذلك ببساطة لأن الكتاب المقدس في عهده القديم يذكر أنه لم يكن هناك إنسان قبل خلق آدم. فنحن نقرأ: “هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً” (تكوين 2 :4-7)

فأين كان السيد المسيح عند خلق آدم؟ وكيف كان موجودا ولم تكن أمه مريم قد خلقت بعد؟ وإذا كان موجودا قبل أمه، فلماذا خلقت أمه؟ فما الداعي لخلقها إذا كان موجودا قبلها وبدونها؟

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- صحيح البخاري

3- صحيح مسلم

4- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة