الله هو المنجي

المنجي

إذا كان المسيح قد علّم أتباعه أن يصلوا لله ويطلبوا منه النجاة، وإذا كان هو نفسه قد طلب النجاة من الله، فكيف يكون المسيح إلها؟

من أسماء الله وصفاته “المنجي”، فلما كان إله هذا الكون على كل شيء قديرا، كان في استطاعته أن ينجي من يشاء من خلقه من كل شر ومكروه.

المنجي في الإسلام

كثيرا ما يشير القرآن الكريم إلى أن الله عز وجل هو “المنجي” الذي ينجي من يشاء من عباده. فعلى سبيل المثال، نقرأ في القرآن الكريم:

قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (الأنعام 6 :63-64)

كما نقرأ أيضا:

هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (يونس 10 :22-23)

المنجي في المسيحية

يوصف الله في العهد الجديد بأنه “المنجي”. فنحن نقرأ: “لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ، الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ”. (2 كورنثوس 9:1-10)

ولقد علّم السيد المسيح حوارييه حسبما ورد في الكتاب المقدس أن يصلوا لله (المسمى بـ”الآب”) في المسيحية وأن يطلبوا منه أن ينجيهم. فنحن نقرأ: “فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ” (متى 9:6-13)

ويخبرنا الكتاب المقدس أيضا أن السيد المسيح طلب النجاة من الله عز وجل. فنحن نقرأ: “اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟” (يوحنا 27:12)

والسؤال الآن هو: إذا كان الله متصفا بأنه “المنجي” في العهد الجديد وإذا كان السيد المسيح قد علّم أتباعه أن يصلوا لله عز وجل وأن يطلبوا منه النجاة، وإذا كان هو نفسه قد طلب النجاة من الله عز وجل، فكيف يكون السيد المسيح إلها؟ إن الإله الحق ينجي غيره وتطلب منه النجاة، أما من ينجيه غيره ويطلب النجاة لنفسه فليس إلها.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة