تكريم المرأة بين الإسلام والمسيحية

الله هو النور

النور

إذا كان السيد المسيح نورا مؤقتا للعالم، فلا يمكن أن يكون إلها

من أسماء الله وصفاته “النور”، فمما لا شك فيه أن إله الكون هو نوره وهاديه، وبدونه يتخبط الكون في الظلمات ويضل فلا يهتدي أبدا، فلا أحد قادر على هداية الكون إلا رب الكون وخالقه.

النور في الإسلام

يوصف إله الكون في القرآن الكريم بأنه “النور”، فنحن نقرأ:

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (النور 24:35)

كما تنسب الهداية والإخراج من الظلمات إلى النور في القرآن الكريم إلى الله عز وجل، فهو من يخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور وهو من يدع الكافرين يخرجون من النور إلى الظلمات، فنحن نقرأ:

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة 257:2)

النور في المسيحية

بالرغم من اتخاذ السيد المسيح إلها في المسيحية، إلا أن الكتاب المقدس يخبرنا على لسان السيد المسيح أنه ليس نورا دائما وإنما هو نور مؤقت. فنحن نقرأ: “مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ” (يوحنا 5:9)، كما نقرأ أيضا: “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ‘النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلاً بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ’. تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا ثُمَّ مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ” (يوحنا 12 :35-36)

كما يخبرنا العهد الجديد أن الله تعالى هو “النور” الحقيقي الدائم. فنحن نقرأ: “وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ”. (1 يوحنا 1 :5-6).

وإذا كان السيد المسيح نورا مؤقتا للعالم، فلا يمكن أن يكون إلها، لأنه كيف يهتدي العالم في غيابه؟ فلابد للعالم من نور دائم حتى يهتدي به، وهذا النور هو الله عز وجل.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة