الفرق بين القرآن وأهم كتب الديانات الحالية

الله هو الحميد

من أسماء الله وصفاته “الحميد” أي الإله المحمود الذي يحمده خلقه، فلما كان الله تعالى هو الخالق والرازق والمنعم والمتفضل على عباده دون غيره، استحق سبحانه وتعالى وحده دون غيره من مخلوقاته أن يُتوجه إليه بالحمد والشكر والثناء الجميل، فالكل يحمده عز وجل ويشكره لافتقارهم إليه، ولكنه غني عن كل ما سواه، فهو الحميد الذي لا يحمد غيره.

الحميد

لا يستقيم تصور إله يحمد إلها غيره

الحميد في الإسلام

كثيرا ما يوصف الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأنه “الحميد”. فنحن نقرأ:

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (النساء 131:4)

كما نقرأ:

وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (إبراهيم 8:14)

كما نقرأ أيضا:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ. لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (الحج 22 :63-64)

ففي الإسلام، نجد أن الله تعالى هو المتوجه إليه بالحمد، إذ يحمده جميع خلقه، ولا يحمد غيره. ولا يكون الحمد إلا لله سبحانه وتعالى. ولقد وردت بهذا المعنى آيات كثيرة في القرآن الكريم. ففي فاتحة الكتاب، يقول الله تعالى حكاية عن خلقه معلما لهم:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الفاتحة 2:1)

ويقول تعالى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الأنعام 1:6)

كما يقول تعالى:

تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (الإسراء 44:17)

وكثيرا ما يرد الأمر بحمد الله تعالى وحده في القرآن الكريم، فنحن نقرأ على سبيل المثال:

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (الحجر 98:15)

كما نقرأ:

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (الإسراء 111:17)

وكثيرا ما يرد الأمر بشكر الله عز وجل والحث عليه في القرآن الكريم، فنحن نقرأ على سبيل المثال:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (البقرة 172:2)

كما نقرأ:

فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (النحل 114:16)

كما نقرأ أيضا:

وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (النحل 78:16)

الحميد في المسيحية

إننا نجد في المسيحية أن السيد المسيح المفترض أنه إله يحمد إلها غيره وهو المسمى في المسيحية بـ”الآب”. فنحن نقرأ في العهد الجديد: “فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: ‘أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ’”. (متى 25:11)

ويؤكد العهد الجديد أن الحمد إنما يكون لله عز وجل، أما يسوع المسيح فهو عبد وخادم، فنحن نقرأ: وَأَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ، مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ. وَأَمَّا الأُمَمُ فَمَجَّدُوا اللهَ مِنْ أَجْلِ الرَّحْمَةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ سَأَحْمَدُكَ فِي الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ لاسْمِكَ» (رومية 15 :8-9)

كما أننا نجد السيد المسيح يشكر هذا الإله في أكثر من موضع في العهد الجديد. فنحن نقرأ على سبيل المثال: فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟» فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ». فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَالسَّمَكَ، وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ، وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْجَمْعَ. (متى 15 :34-36)

كما نقرأ: وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، (متى 26:26-27)

كما نقرأ أيضا: “فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ:’ أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي’” (يوحنا 41:11)

وهكذا، لا يستقيم تصور إله يحمد إلها غيره، والحق والحقيقة أن الحميد المحمود هو الله وحده والحامد له أحد خلقه. فالله المشار إليه هنا بـ”الآب” هو الإله الحقيقي، والسيد المسيح أحد خلقه، لأن الله لا يحمد غيره، ولكن يحمده غيره.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة