يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ. أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (النور 24 :39-40)
يكثر في القرآن الكريم استخدام التشبيه، ففي الآيتين السابقتين يشبه الله تعالى أعمال الكافرين الذين لا يدينون بدين التوحيد بالسراب في الفراغ الفسيح تارة وبالظلام الدامس في قاع البحر تارة أخرى، ووجه الشبه بين أعمال الكافرين من ناحية والسراب والظلام من ناحية أخرى عدم النفع في كل ذلك.
فإن أعمال الكافرين الصالحة لا تنفعهم في الآخرة بدون التوحيد، ولا تنفعهم إلا في الحياة الدنيا، فيشبَّه الكافر في الآخرة بالظمآن الذي هو في أمس الحاجة إلى الماء ويحسب السراب ماء، ولكنه إذا اقترب لم يجده شيئاً، فإن الكافر يحسب أن عمله الصالح قد ينفعه في الآخرة، ولكن إذا قامت القيامة عرف أن عمله كالسراب الذي هو وهم لا ينفع الناس في الآخرة.
كما تشبَّه أعمال الكافرين بالظلام الدامس في البحر، فإذا كان الإنسان في قاع البحر احتاج إلى النور، ويظن الكافر أن عمله الصالح قد يكون نوراً له، ولكنه يجده في الآخرة وهو في أمس الحاجة إلى النور ظلاماً دامساً كمن كان في قاع البحر تعلوه الظلمة تلو الظلمة.
والعجيب في هاتين الآيتين أنهما تشيران علاوةً على دلالتهما البلاغية البديعة إلى حقائق علمية خطيرة لم تكتشف إلا في أواخر القرن العشرين. شاهد هذا الفيديو لتتعرف على ما تحويه آيتا سورة النور من حقائق علمية لم يكتشفها العلم الحديث إلا مؤخراً.
شاهد أيضا:
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (قيام الساعة)
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (بدء الخلق ونهايته وإعادته)
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (خلق السماوات والأرض في ستة أيام)