تكريم المرأة بين الإسلام والمسيحية

الله هو القوي المتين

القوي

إذا كان الله هو القوي وإذا كان السيد المسيح ضعيفا ويستمد قوته من الله، لم يكن إلها

من أسماء الله وصفاته “القوي”. فإن إله هذا الكون يوصف بأنه “القوي”، فهو القوي، المتين، الشديد، القادر على كل شيء. فلا يستطيع أحد خلق هذا الكون وتدبير شئونه والقيام على أمره سوى إله قوي شديد القوة، فلا يعقل أن يكون هذا الإله ضعيفا، وإلا فما استطاع خلق هذا الكون الفسيح العظيم ابتداءً.

القوي المتين في الإسلام

كثيرا ما يوصف إله الكون في القرآن الكريم بأنه “القوي”، فنحن نقرأ:

مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج 74:22)

كما نقرأ أيضا:

كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (المجادلة 21:58)

كما يوصف الله تعالى بأنه “ذو القوة” وأنه “المتين”، فنحن نقرأ:

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (الذاريات 58:51)

كما نقرأ في هذا المعنى:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (البقرة 165:2)

كما نقرأ أيضا:

فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (فصلت 41:15)

القوي المتين في المسيحية

كثيرا ما يصف الكتاب المقدس في عهده القديم الله بأنه “قوي”. فنحن نقرأ: “يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، مَنْ مِثْلُكَ ؟ قَوِيٌّ، رَبٌّ، وَحَقُّكَ مِنْ حَوْلِكَ. أَنْتَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كِبْرِيَاءِ الْبَحْرِ. عِنْدَ ارْتِفَاعِ لُجَجِهِ أَنْتَ تُسَكِّنُهَا”. (مزمور 8:89-9)

كما نقرأ أيضا: “هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا مَعًا مَظْلُومُونَ، وَكُلُّ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ أَمْسَكُوهُمْ. أَبَوْا أَنْ يُطْلِقُوهُمْ. وَلِيُّهُمْ قَوِيٌّ. رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ لِكَيْ يُرِيحَ الأَرْضَ وَيُزْعِجَ سُكَّانَ بَابِلَ”. (إرميا 50 :33-34)

وفي العهد الجديد، نجد أن الكتاب المقدس ينسب الضعف إلى السيد المسيح. فنحن نقرأ على سبيل المثال: “لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضَعْفٍ، لكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاءُ فِيهِ، لكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ”. (2 كورنثوس 4:13)

كما نقرأ: “وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!…لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!” (1 كورنثوس 1 :23-25)

كما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله عز وجل (المسمى بـ”الآب”) هو الذي يقوي السيد المسيح ويجبر ضعفه، حيث يروي لنا العهد الجديد أن ملاكا قد نزل من السماء عند صلب المسيح لتقويته. فنحن نقرأ:

وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. (لوقا 22 :41-44)

فإذا كان الله هو القوي وإذا كان السيد المسيح ضعيفا ويستمد قوته من الله عز وجل، لم يكن إلها، لأن الله ليس ضعيفا ولا يستمد قوته من غيره، فهو القوي الذي يقوي غيره.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- الكتاب المقدس

مواضيع ذات صلة